تفاصيل صراع نظيف ووزرائه على كرسى رئاسة المجلس

"انقلب السحر على الساحر".. نظيف الذى ظل يُدافع عن حكومته التكنوقراطية الفاسدة، أصبح الآن يبذل قصارى جهده للتخلص من جنوده الذين يسعون لخلعه من كرسيه والجلوس مكانه بأى طريقة، بعد أن أصبح الكرسى يعانى الفراغ السياسى والإدارى الذى فشل "نظيف" فى ملئه فطمح فيه "رشيد" و"المغربى" و"جرانة" و"شفيق"، فبدأت المعركة بينهم تاركين مشاكل الشعب وهمومه وراءهم لينظروا للكرسى أمامهم، وبذلك بدأ الصراع الذى تحكمه قواعد الخسة والفساد ولأن كلاً منهم يعرف ما فى جعبة الآخر تصدرت فضائحهم صفحات الصحف والمجلات وبدأ كل منهم فى تسريب فضائح الآخر على الملأ ولعل الشواهد تؤكد اشتعال الصراع بين عدة جبهات إحداها جبهة "نظيف" الذى جنَّد له بعض وزرائه المقربين مثل: "على مصيلحى، وأمين أباظة، وحاتم الجبلى"، وأخرى يرأسها "المغربى، ويوسف، غالى" ويطمحون فى التغيير وثالثة تلعب على الطرفين يرأسها رشيد محمد رشيد ومحمود محيى الدين وأحمد شفيق، تقوم بنشر المعلومات التى تصل إليها على الجبهتين الأخريين فى انتظار ساعة الحسم للانقضاض عليهما بعد أن ينهكهما الصراع، وإن كانت جبهة "رشيد" كانت صاحبة ضربة البداية عندما جنَّد إحدى صحف المعارضة لتلميعه والترويج لترشيح رشيد رئيسًا للوزراء على حساب نظيف، وكان ذلك فى أواخر العام الماضى وهو ما انكشف سريعًا فسارع مجلس الوزراء لكشف كارت الإرهاب الأول عندما قام بالترويج لتعيين رشيد محمد رشيد لأحد أقاربة براتب شهرى 250 ألف جنيه شهريًا وهى المعلومة التى حصلت عليها "شباب مصر" ونشرتها فى حصاد العام الماضى لكن إرهاب جبهة "رشيد" لم يعظ جبهة "المغربى" التى حاولت للترويج لنفس الفكرة بترشيحه رئيسًا للوزراء وهو ما بث الرعب فى نفس "نظيف"، خاصة أنه يعرف حجم قوة المغربى بين الوزراء مدركًا أنه يحتاج للدعم من الجبهتين الأخريين وهو ما تم بالفعل بعد أن ساعده وزير الاستثمار "محيى الدين" وسرب له أوراق ملكية أرض التحرير الذى يتوّرط فيه "المغربى" والتى سرعان ما فجّرت أزمة كبرى فى مجلس الشعب على يد النائب الوطنى مصطفى خليل والذى صاحبه تخلّى من قبل وزير الاستثمار محيى الدين، عن دورة فى الدفاع عن المغربى باعتباره الوزير المختص عن هذه الأرض بشكل فاضح رافضًا توضيح تفاصيل العقد وكيف حصلت عليه شركه "المغربى" وبنفس الطريقة أخرج "نظيف" كارتة الأحمر بكشفه عن فضيحة أمون الأخيرة والتى قدَّم على أثرها "المغربى" لاستقالته ورفضها "نظيف" وقال له وفقا للمصادر المؤكدة "ارجع مكانك وشوف شغلك بس اتعلم تلعب إزاى" وبذلك استطاع نظيف إخراج المغربى من لعبة المصالح ليتفرغ للجبهات الأخرى التى طبق معها نفس الطريقة بعد أن كشف عن التلاعبات فى شركة مصر للطيران.. كإنذار أول لشفيق والتلاعبات فى البورصة التى كانت حديث الساعة فى الفترة السابقة كإنذار أول لمحيى الدين الذى فهم قواعد اللعبة سريعًا وقام بتغيير رئيس البورصة وتعيين رئيس آخر لها لإرضاء جبهة المغربى وغالى خاصة أن خالد سرى صيام الرئيس الجديد للبورصة هو من أحد أبناء بطرس غالى المقربين وكان يعمل فى مكتبه الخاص فى الوزارة ثم ما لبث أن أعلن عن تحقيقه للبرنامج الرئاسى قبل أكثر من عام عن انتهائه وهو ما شاركه فيه "رشيد" وأعلن هو ايضا عن النجاح فى انشاء اكثر من الف مصنع ضمن البرنامج الرئاسى ليعلنا سويا انهما الاقوى فى الوزارة ويكسبا بذلك تأييد قيادات الحزب الحاكم لهما وان كان الواقع يشير الى ان المصالح بين نظيف ووزرائه تضاربت والاهداف ابتعدت بعيدا عن مصالح المواطنين والهدف الوحيد لهم هو البقاء داخل جدران المنشآت الحكومية ليضمنوا الحفاظ على بيزنسهم الخاص ويتواصلوا فى نهب وسلب ممتلكات البلاد التى استباحوا دمائها وأطبقوا عليها وأجهزوا على رقبتها فكلهم اصبحوا كالباعوض ينهش فى جسد الدولة ويفتك بها او يصبها بالامراض المستعصية لذا وجب التخلص منها ومن جانبها استطلعت "شباب مصر" بعض الآراء حول الصراع المحتدم داخل حكومة نظيف على النحو التالى:
فى البداية: أوضح ممدوح رمزى "رئيس الحزب الجمهورى الحر" ان الصراع داخل حكومة نظيف امر طبيعى بسبب تضارب المصالح بينهم فكلهم رجال اعمال لا يهمهم سوى المال وكنزه فى خزائنهم عبر استغلالهم مناصبهم الحكومية فيستحوذون على أراضى وممتلكات البلد ولنا فى الامثلة عشرات قضايا الفساد التى تورط فيها نظيف كجامعة النيل وتخصيص الاراضى لها ووزرائه الذين خصصوا لشركاتهم آلاف الامتار من الاراضى كجزيرة آمون وارض التحرير وشركات الموانئ البحرية التى يتشارك فيها جرانة ومنصور والمغربى وغيرها من قضايا الفساد.

وطالب "رمزى" بضرورة محاكمة هؤلاء الوزراء للحفاظ على ثروات مصر من السلب والنهب قبل ان يأتى يوم يملك هؤلاء كل موارد البلد، مضيفا ان وزارة نظيف لم يعترف بها المواطن لأنها وزارة تكنوقراط تعتمد فقط على الارقام لا على العمل والانجاز تعتمد على الوعود البراقة لا التنمية الحقيقية تعتمد على الجلوس فى الفنادق لا على النزول الى الشارع وتلبية متطلبات الشعب، واشار رمزى إلى ان فساد الحكومة يتحمله نظيف وحده بسبب ضعفه وقلة خبرته وقصور تفكيره مما جعل الوزراء ينقلبون عليه ويحاولون الجلوس على مقعده.

وأكد محمد عبدالعظيم، عضو مجلس الشعب، أن ما يحدث بين نظيف ووزرائه من صراع شىء طبيعى لحكومة كلها رجال اعمال حين تتضارب المصالح ينقلب الاتفاق والوحدة الى صراع، خاصة بعد ان استطاع رجال المال السيطرة على السلطة والحكم فى البلاد فيصبح المردود الطبيعى لذلك ضعف الحكومة وانتشار الفساد فى كل وزاراتها.

وأشار "عبدالعظيم" إلى ان موقف نظيف الاضعف فى الصراع نظرا لضعف شخصيته القيادية للحكومة والذى اتضح بشدة منذ عملية تهريب رجل الاعمال ممدوح اسماعيل والتى توالت بعدها الضربات واللكمات له ولحكومته مما شجع العديد من الوزراء لاعلان حالة العصيان عليه وبدأ كل واحد منهم النظر الى مصالحه وبيزنسه الخاص.

من جانبه أوضح اكرم القصاص "كاتب صحفى" ان تسريب الفساد من قبل الحكومة كان سببه الحراك السياسى الكبير الذى تشهده البلاد وحالة الفوضى والصراع بين رجال الاعمال على المصالح وسلب ثروات البلاد والذى اتضح جليا بعد اتهام المغربى لمحمود محيى الدين وزير الاستثمار بالتواطؤ مع نظيف للزج باسمه فى قضية ارض التحرير وآمون لحساب نظيف بعد ان سطع اسمه لتولى رئاسة الوزراء وهذا اوضح دليل على الفوضى السياسية وتضارب قرارات الحكومة والصراع الدائر بين الوزراء فيما بينهم على كعكة المال العام والغيرة التى تمكنت داخل قلب نظيف من وزرائه فى ظل هشاشة الشق الرقابى لمجلس الشعب والتدخلات المتشابكة فى السلطات واصبح الفساد مرتبطا بشبكة واسعة تتداخل فيها العلاقات والمصالح وبالتالى أصبح دور الأجهزة الرقابية مشلولا وطغت على الساحة طبقة تثرى على حساب الدولة بعد أن غابت المعلومات واتسعت رقعة الفساد وتاهت الحقيقة واهتزت صورة الحكومة بسبب مشاركتها فى الفساد وفشلها فى إدارة الأزمات وأصبح لدى الناس يقين بأن الحكومة ما هى إلا "شلة حرامية" اتفقت مصالحهم معا.

وأضاف "القصاص" أن تجربة حكومة التكنوقراط أثبتت فشلها منذ عهد عاطف عبيد إلى عهد نظيف فلا تعليم تطوّر ولا بنية تحتية وأصيب الشباب بمرض البطالة والبنات بالعنوسة وفشلت الحكومة فى إيجاد أى مبررات لما تفعله، وأصبحت تتخبط أمام الرأى العام .